وقفة على "عقلية أَرا" -_-
طلب من صديقي سجارة.. طلب بعد دقائق من أحد المارة "رفعة شمة"، رآه يهم بإدخال كيس "الشمة" إلى جيبه.. سأل طالبة "كاش ما تخلصينا؟" التفتت وراءها مستغربة مندهشة مجيبة بـ "لا"، وكان قبلها أقنع شخصا بإقتناء له كوب قهوة من الماكينة في بهو الكلية..
الحقيقة أشعرني بالتقزز، وانزعجت من سلوكه كثيرا، صديقي "شكيب" الذي رأى نفس المشهد شعر بدوره بإنزعاج، بقي يهوم ويحوم بلا هدف سوى أنه ظل "يبروفيتي" في السجائر ومانيش عارف...
كان جريئا جدا بحق وهو يطلب أي أحد يكون بجانبه أو يمر بجانبه ولا يبالي بردة فعل أو جواب هؤلاء الطلبة الجامعيين حتى الرافضين، الحمد لله أجمل شيء فيه وجه... ما شاء الله أكرمكم الله "غاسلوا بالبول نتاع كلاب مجرابة وبيها مرض الله يسترنا يقتل"...
تبادلنا الحديث مع الأصدقاء "مالك" و "طارق" حول الناس الذي "يبروفيتو" ويستغلوا الناس ويحبون أن يعيشون يومهم مجانا، وكيف لا يبالون ولا يفكرون بالآخرين ويستغلون طيبة وسخاء الجزائري الذي من عادته أن يقدم ما عنده بلا نفكير حتى ولو علم أن الشخص قادر على أن يشتري سيجارة وهو يلبس ملابس جديدة ولائقة ومظهره لا يحي أبدا بالعوز والفقر، لكنهم يقدمون ما عندهم وما يملكون بابتسامة وببساطة...
لا أحب أبدا الإستغلالي واعتقد أن الآلاف لا يحبونهم، وربما أعشار ملايين وبضع مليارات من البشرية تمق المستغلين، وإن لم تظهر ذلك وهذا عيبنا إذ علينا أن نقول لا للمستغلين حتى من أجل سجارة أو كوب قهوة أو ربما قطعة خبز أو شيئا من الفاكهة وربما شرب قارورة العصير كاملة إذا علم أنها للشرب وينصرف إلى شؤونه بكل وقاحة وبلا كرامة...
حكايات لا تنتهي عن جشعين ومستغلين وأشخاص يحبون أن يأخدوا ما يحبون بلا أي جهد أو ثمن وكأن الناس وجدت لأجلهم.. وإن كنت أرى أن هؤلاء يتشجعون بطيبة الناس والخير الذي فيهم وإن كنا كذلك فهناك أهل هذه الطيبة والخير ممن لا يطلبونها "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف" لننال الأجر ولنا من الاحباب والأصدقاء والأخيار من يستحقون أن نمنحهم من مالنا وأشياءنا وأملاكنا بلا تفكير ولا هدف...
هؤلاء يستحقون بالفعل لأننا نحبهم فلا نبخل عليهم :)
#هشامو
تعليقات
إرسال تعليق