القليشة والريفيو!!!

       سألت القليشة صباحا جارها "سي موح" :راني حابة ندير فيزا؟، استغرب "سي موح" سؤال القليشة غير العادي، ابتسم ورد عليها على عادة الجزائري بسؤال آخر: علاه ما قدرتيش تحرڤي؟"، اعتبرت رده قلة أدب لكن مصلحتها تجعلها تنافق وتبلعها على مضض وشرحت له لما تسأل، وهنا زاد استغرابه أكثر.
فهم "سي موح" أن جارته القليشة تريد السفر إلى فرنسا بهدف قضاء عطلة نهاية رأس السنة الميلادية، تساءل عن المال عن موقفها وهي التي اعتمرت وحجت بيت الله الحرام، حاول ثنيها لكن يبدو أن القليشة عازمة أن تقضي الريفيو خارج البلاد، وبالضبط في فرنسا، لكن أخبرها أن فرنسا صعب اليها ونصحها بالسفر إلى دبي بلاد الإحتفالات والعجب الجديدة التي باتت تصنع حدث سنويا وتخطفه من عواصم عالمية كبيرة حتى فرنسا وأمريكا، استغربت هي الأخرى، لكن شرحا موقفها: يا سي موح أنا نحب التحواس والزهو وهادا الشي ماشي حرام، أنا راني رايح نحي على خاطري ماشي رايحة نشرب الشراب ول ندير الامور ألي تغضب ربي، أو زيد ياك الحفلة في الشارع ماشي في الكنيسة؟، أنا مومنة ما نقدرش نفكر كما راهم يقولو هادو الناس، أنا ندير واش نحب وربي يسهل على كل واحد، خوما لوكان عندهم الدراهم يديرو ما كثر والدليل الواحد منهم غير يدير الدراهم يشري سيارة ويعاود الزواج حتى ما نقلكش السهرة كل خميس في وهران ول بلاص... الله يهدينا.
"سي موح" هز رأسه موافقا وداعما لكلامها، واعدا إياها قبل انصرافه أنه سيحجز لها معه فهو يستفيد من إمتيازات بسبب منصبه الهام والسامي في الدولة، وأنه ستكون على حسابه، فرحت القليشة بهذا العرض الأهم لها قبل نهاية هذا العام، حمدت الله تعالى على الرزق والمعريفة والجيرة الطيبة التي لا تنسى جيرانها في الخير  والفرح والزهو... ضربتها بدعوة طويلة خلات سي موح يروح مرتاخ ويبدأ نهارو لاباس لاباس...

يسرقها من الواقع هشام يخلف الشوف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إنطباع قارئ : علمتني الحياة لعلوش رفيقة... كتيب لشحن الثقة

من قتل أسعد المروري.. رواية السائح حين تقرأها في وهران!!!

من مكتبتي : في النقد الأدبي الحديث لمحمد ساري،... محمد مصايف الناقد الجزائري الذي لا تعرفه