جزائريون ضد اللغة الأمازيغية.. ضد الهوية الوطنية.. للقضية حل.

الهوية الأمازيغية، كلما جاء الحديث عنها بانت وكأنها جريمة أو قل هي حكاية لا ينبغي الحديث عنها ولا تعني كل الجزائريين، لأنها فكرة وليدة المستعمر الفرنسي خلال القرن الماضي، وورقة لتقسيم الجزائر وضرب الوحدة الوطنية، كما صورتنا لنا المقاومة والحركة الوطنية الجزائرية بعد ظهور ما يعرف بــــ "الأزمة البربرية" وإن كانت حقيقة كانت مؤامرة فرنسية لضرب الوحدة الجزائرية وخلق الإنقسام ومشكلة عرقية وإثنية في وقتها، إلا أن الكثير من الجزائريين لا يزالون يعتبرون أي حديث عن الهوية الأمازيغية قضية فرنسية استعمارية ومؤامرة ضد الجزائر، وفوق ذلك لا يزال الطرح الأمازيغي سياسيا بامتياز يرفض تيار بأكمله الحديث عنه اللهم إلا من باب الإعتراف في الأطر التي يراها هو مناسبة له ولا تضر به، ورغم دسترة الهوية واعتبار الأمازيغية هوية جزائرية ولغة تمازيغت لغة وطنية رسمية ثانية حسب الدستور الجزائري، إلا أن كثيرين يرفضون نفسيا وفكريا الأمر، لأن ظلال الفكرة الإستعمارية تضرب بقوة على عقول الكثيرين.
التعامل مع قضية الهوية الوطنية وعلى أن الأمازيغية جزء منها أمر لا مناص منه، ولا يمكن بحال تجاهل ملايين الأمزيغ الجزائر الذين يفتخرون بانتسابهم وهويتهم الأمازيغية، الغريب الرفض الذي يقوم به جزء من الشعب الجزائري ضد الهوية واللغة الأمازيغية، بطريقة تهكمية  أو هجومية كما هو شائع عبر مواقع التواصل الإجتماعي رغم أنه ليس معيار دقيق وكلي وشاملإلا أنه يعد عينة من التصور العام للقضية لدى جزء من الجزائريين، ولو نزلنا إلى الشارع لوجدنا ذات الأمر، أما التعاطي السياسي والأكاديمي فلا يزال يستجيب لتصورات الشارع والخلفيات والأفكار المسبقة دائما، تتصدرها فكرة "الإنقسام" "الإستقلال" "الحكم الذاتي" وغيرها من الأفكار المرعبة بالنسبة لهؤلاء الرافضيين والمهاجمين، ولم تأخذ بعد القضية حقها من النقاش – في تصوري- لأنها لا تزال مرتبطة بتوجهات إديولوجية وسياسية غير خادمة للقضية الأمازيغية مع ردة فعل الآخر الرافضة والمانعة إلى أي نقاش يؤدي إلى حل الإشكالية التي لا تزال متأججة في صور ومشاهد مختلفة تعبر عن الدفاع والإنتصار للأمازيغية بمكوناتها التراثية والتاريخية والثقافية وبالمقاومة والمهاجمة من الطرف الآخر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــإقتراح حل
أرى.. أن القضية الأمازيغية لا تزال موضع تجاذب سياسي داخلي وخارجي، ولهذا لابد من تخليص القضية من التجاذب الخارجي بداية هو أول الأمر من خلال إعتبار القضية وطنية لا يملكها أحد بالخارج وأنها تخص الجزائريين وليس غيرهم، أما الداخلي فيكون بالقبول والمرونة في التعامل مع القضية والهوية الأمازيغية واعتبارها قضية كل واحد جزائري وليس بالضرورة قضية "قبايل"، والإبتعاد قدر المستطاع عن الأفكار التقليدية المرتبطة بالقضية وهي الإستقلال والإنفصال، أما تعميم استعمال وتعلم اللغة الأمازيغية فله حل وهو أن لا يكون التعليم إجباري لكنه متوفرة عبر كل الوطن من خلال أقسام خاصة نفتح ويترك الأمر للأولياء والأفراد في تعلم تمازيغت، ولنا تجارب في العالم في التعامل مع اللهجات واللغات الزائلة او المنقرضة وهو دور تقوم به الدولة من خلال تخصيص برنامج كامل ومتكامل عبر الوطن يرصد له ميزانية ومراكز تعليم وطاقم بشري مكلف بهذا الدور تسعى للحفاظ على البعد الأمازيغي في المجتمع والوطن، وليس المقام مناسبا لرصد هذه التجارب.
من جهة أخرى نملك مؤسسة وطنية وهي "المحافظة السامية للغة الأمازيغية" يمكن لها أن تضع مخططا وطنيا لترسيخ وتعليمك اللغة وحماية الثقافة والتراث الأمازيغي، ولأنه ليس إلا الدولة من تملك هذه القدرة والإمكانيات في إطلاق المشروع دون فرض وإجبار لأنه بطبيعة الحال سيقود الأمر إلى الرفض والمقاومة كما هو حاصل الآن، وأن لا يخرج النقاش حول الموضوع من دائرة السلمية والتعاون والوصول إلى حل قبل كل شيء، لأن الجميع مسؤول على الجزائر وطنا وشعبا متماسكا وواحدا ومتحدا ومتضامنا.
هشامو

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إنطباع قارئ : علمتني الحياة لعلوش رفيقة... كتيب لشحن الثقة

من قتل أسعد المروري.. رواية السائح حين تقرأها في وهران!!!

من مكتبتي : في النقد الأدبي الحديث لمحمد ساري،... محمد مصايف الناقد الجزائري الذي لا تعرفه