سولكينغ.. ليس جبريل وليس إبليس
الضجة التي بدأت عبر الفايسبوك منذ إعلان المغني الجزائري سولكينغ إقامة حفل غنائي له في الجزائر العاصمة، كانت ولا تزال #تافهة، وكل الاصطفاف الذي حدث مع وضد كأنه معركة البدر الفاصلة بين الحق والباطل وبين الخير والشر، فسولكينغ في النهاية ليس الملاك جبريل ومن معه هم المؤمنون وليس الشيطان إبليس ومن معه هم الكافرون، وفوق ذلك دائما هناك الأهم والمهم، وحفل فني في ملعب رياضي ليس الأهم ولا المهم.
طبعا لطالما كان هناك فريقان في الملعب وجمهورين مشجعين واحد يحب فريق ويشجعه ضد الفريق الثاني الذي له جمهوره، كذلك الحق والباطل والخير والشر والطاعات والمعاصي والمرغوب والمبغوض والمطلوب والمرفوض، والحكاية ببساطتها إن هناك من وقف مع وإلى جانب محبي المغني سولكينغ ويحب الموسيقى ويبحث عن الترفيه ووووو.. وهناك بلا شك كارهوه طبعا لكل سببه وعلى رأس هذه الأسباب الرفض من منطلق ديني وأخلاقي، وهذا الصراع بين ما نحب ونكره لم يتوقف يوما ومنذ خلق الله آدم، وآدم الانسان في النهاية ليس مخلوقا خيرا تماما خالصا كملائكة وليس شرير خالصا كالشياطين، فهو يحمل الخير والشر ومعه إرادة الإختيار الخير والشر وطبعا يدافع على أحدهما حسب وضع كل واحد من هؤلاء البشر.
الأسخف من كل هذا حين أصبح حفل فني مؤامرة ماسونية شيطانية خطيرة تحاول المساس بالمجتمع الجزائري المسلم الغيور على تقاليده، رغم أن المؤامرة الحقيقية ليست تلك جيلي ولا الرموز الماسونية ولا عباد الشيطان ولا الموتى ولا غيرها، بل.. ابحثوا عنها هناك ستجدها بلا شك.
لست في موقع قبول أو رفض مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا في موقع الله لأدخل الناس للجنة أو لجهنم، ولست أيضا دابة آخر الزمان أضع على جبين الناس مؤمن وكافر، هنا أقول أن موضوعا كهذا يتخذ حيزا كبيرا جدا من النقاش، خاصة وأن الحفل عرف وقوع قتلى وجرحى وهذا ليس مقبولا أبدا يتحمل المسؤولية القائمين على التنظيم بالدرجة الأولى، ثم تتفرع المسؤوليات، لكن أن يصبح الموت بابا للتحريض والدعوة بغير الرحمة ووووو.. في مقابل نجد الجزائريين منقسمين إلى حد التباغض والكره والاتهام والمساس بالشرف والسمعة الناس والضرب في الاعراض مع السلامة من كل عيب ومعصية أمرا غير مقبول، كما أن اعتبار كل ما وقع أمر لا يعني الآخرين أيضا ليس مقبولا في المقابل، لأننا نتعامل مع انسان يفعل الصواب والخطأ.
ما هو الحل..؟
في تصوري الحل يعتمد على المواجهة بالمبادرات والمؤسسات العاملة في المجتمع على دعم أي فكرة، وليس محاربتها بالمنع والاقصاء والرفض والتجهيل والتكفير، ولنا قدوة في رسول الله الذي عمل دائما على إيجاد البدائل وليس وقفها ومنعها، فلما دخل المدينة استبدل الندوة التي يجتمع فيها العرب للفصل في قضاياهم بالمسجد وعوض السوق التي يسيرها اليهود في المدينة التي تقوم على كل المعاملات المحرمة بسوق للمسلمين وحدهم وترك سوق اليهود حتى غلق لوحده بعدما رأى الناس الربح الكبير الذي يجنونه في السوق التي يتعامل ويتحكم فيها المسلمون، هذا قدوتنا، والقاعدة القرآنية الكبيرة ما دام جل المنتقدين يقفون على الدين والاسلام لتبرير معارضتهم ورفضهم فالرب الكريم يقول "لا إكراه في الدين".
يسرقها من الواقع هشام يخلف الشوف
Hichem Yekhlef
ردحذف