بين الشيخة الريميتي والسيدة فيروز قصة نجاح ولكن... ؟
بين الشيخة الريميتي والسيدة فيروز
الفرق بين السيدة فيروز والشيخة الريميتي، لا يكمن في كون السيدة فيروز ولدت في أسرة شجعتها على الفن فاحتضنتها الإذاعات وتبناها كبار ملحني لبنان وقدموها للعالم العربي فوصلت بذلك إلى الأوليمبيا، في حين شقت الريميتي اليتيمة طريقها وحيدة، وأغلقت في وجهها الاذاعات بسبب جرأتها إلا أنها وصلت مع ذلك إلى الأوليمبيا!
ولا في كون الريميتي كتبت أكثر من 200 أغنية بنفسها طيلة حياتها الفنية وصدحت بألحانها الأصيلة المستوحاة من بيئتها البدوية والتي كان يسرقها منها بشكل ممنهج شباب الراي حتى دون أن ينسبوها إليها، في حين كانت فيروز تنتظر انجازات الأخوين الرحباني الموسيقية المقتبسة من الألحان العالمية لا سيما الروسية والفرنسية منها... لتردد بكل براعة ألحانا غربية أخاذة دون أن تعلم ربما أنها مسروقة!
ولا في كون الريميتي كانت تغني كلمات تحررية نسوية فجة في حين كانت فيروز منخرطة في ترداد كلمات كتبها رجال قوامها في كل مرة امرأة تستعطف رجلا وتشحذ حبه!!
ولا يكمن حتى في كون فيروز خضعت لعملية تجميل لأن زوجها عاصي الرحباني كان يخبرها دوما أن أنفها كبير جدا فيما أشيع، في حين بقيت الريميتي محافظة على أنفها الكبير ملتصقا في وجهها إلى حين مماتها لأنها ببساطة وكما قالت في إحدى حواراتها "ما نبغي حتى واحد يدريسني أنا ندريسي الناس"!!
ولكن يبقى الفرق بأن أجيالا كاملة في الجزائر لم تتعود على سماع أغاني الشيخة الريميتي وهي من كانت موسيقاها تُعزف في أعرق مسارح أوروبا لعشرات السنين، بينما كان يفرض على الجماهير العربية صوت يعكس بتراركية الأغاني الاستجدائية على مدى سنين والتي تتوافق حتما والجو العام في العالم العربي القائل بضرورة الخضوع ...
أعجبني فوضعته...
تعليقات
إرسال تعليق