حديث ‏الشباب: ‏احتفالات ‏العار ‏(أرشيف)


عمود: حديث الشباب


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إحتفالات العار! 

        ها هي السلطة والحكومة تخطأ خطأ فادحا آخر، ليس سهلا أبدا، أن يتم تجاوز آلام الشعب الجزائري وتضحياته والقفز على تاريخه بهذه السهولة والقبول بالإحتفال مع الفرنسيين العدو التقليدي للجزائريين، ولم تمر غير أيام فقط قبل حرق العلم الوطني وكذا التصرفات العنصرية بسبب فرحة عابرة وعارمة قام بها الجزائريون على التراب الفرنسي فكان الرفض المصحوب بالحقد القديم ليظهر وليبرز على السطح وكأننا على عهد قريب من طردهم من الجزائر ونحن ندخل العام 52 من استرجاع السيادة الوطنية.
إن هذا السلوك الشائن وغير المسؤول الذي قام به المسؤولون في البلاد واتخاذ قرار المشاركة في احتفالات العار الفرنسي تاريخ مملوءة بالدم والقتل والمجازر تسميه تضحية، تضحية قام بها أبناء المستعمرات الفرنسية القديمة وعلى رأسهم الجزائر الذين جندوا بالقوة وبصفتهم فرنسيين وليس متطوعين، هذا هو الفرق، أناس قاتلوا في الصفوف الأولى ليرتفع العلم الفرنسي لا لأن تعلوا الراية الوطنية الجزائرية، كما أن الثانية كانت خديعة من طرف الفرنسيين حين غرر بشباب شارك في الحرب العالمية الثانية من أجل أن تتحرر الجزائر ليجدوا مجازر رهيبة تنتظرهم في الجزائر، هذا ما قدمته فرنسا من تضحيات الجزائريين وغيرهم من أبناء المستعمرات التي قاتلوا في مكانها، ولم يقدم الفرنسييون أرواحهم إلا لنابليون والإنجليز في حروبهم الطويلة والقديمة من أجل نيل حريتهم، فيما نالوا حريتهم من النازية وهتلر بأرواح غيرهم، قمة سذاجة والوقاحة التي توجد فيها فرنسا وهي تملك حوالي نصف مليون حركي لا يعتبرون إلى اليوم فرنسيين ويعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية هم وأبنائهم مهما قدموا لها كوطن وانتماء. 
أريد أن أقول هذا تاريخنا وليس تاريخكم، هذا وطننا جميعا وتضحيات أجدادنا جميعا، ولن أقفز على التاريخ مهما كان لأنه هويتي وإنتمائي وكياني في هذا العالم، ولن أنسى، لأنهم لم ينسوا أبدا أننا جزائريين أننا طردناهم من جنهم في الجنوب وخسروا الكثير قبل أن يصل 5جويلية، ولا يزالون، يحلمون بالعودة أسياد، ولن يكون ظهري مركبا لهم أبدا، لم يعجبني القرار ولن أقبل به، ولأنه لا مصلحة لنا في التخلي عن ماضينا باسم المصالح المشتركة، فهل تخلى الفرنسيون عن ماضيهم مع ألمانيا، وهم يوقعون اتفاق الصداقة بعد أن اعترفت ألمانيا بما جرى في فرنسا من جرائم باسمهم.

....
هشام يخلف الشوف 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إنطباع قارئ : علمتني الحياة لعلوش رفيقة... كتيب لشحن الثقة

من قتل أسعد المروري.. رواية السائح حين تقرأها في وهران!!!

من مكتبتي : في النقد الأدبي الحديث لمحمد ساري،... محمد مصايف الناقد الجزائري الذي لا تعرفه