القليشة بـــــــ 1000 دج جديدة!!!

 هذا الصباح كانت الآنسة الخضراء القليشة في كاملة سعادتها، ولم تنسة تبجحها غير المعتاد طبعا لأنها قررت أن لن تكون اليوم بـــــ 50دج في الصيف؟؟؟

اقتربت منها جارتها لتقرعج طبعا عن فرحها الذي سمع به جميع من في الحي وكذا زنقة الكلاب أو دوار برسطوم، لأنها مرت عليهم خلال توجها للسوق، فالجميع يعرف حين تلتقي النساء عند عتبة الباب فبعد حديث وتبادل أخبار الهجالات والمطلقات والمزوجات والبايرات وفضائح ما وراء الأسوار وقليلا عن أخبار السيارات والسكنات الجديدة التي شتراها أهل الحي والمدينة ومرات الأنساب والعائلات في المدن المجاورة، كل هذا بالوقاف طبعا ليختم الحديث بالجملة الشهيرة "اتفضلي اشربي كاس ڤازوز أو غداء أو قهوة"، طبعا تعتذر الآنسة القليشة لجاراتها وتعدها بزيارتها ذات مساء لشرب القهوة بالفطير أو معارك السميد، لتنصرف وقد ملأت سعفتها من الحاجيات والبوليتك والتقرعيج الناس... سألتها جارتها :"كاش أخبار؟"...

القليشة:" ألم تسمعي؟ هذه السنة ستكون القليشة/ الكورجات بـــــ 1000دج..." صاحت جارتها:" يا حوجي يانا، الڤليل السنة ما يعيش، قول لي علاه؟"... استمر القليشة في حديثها:" حسب ما أخبرتي به حبيبتي تخدم في العاصمة أنه سيتم طبع الأوراق النقدية في الجزائر لأن البلاد ليس فيها مال، وعلى حسب ما فهمت منها فإن هذا الأمر سيجعل قيمة  500دج كما بـ100دج ول 1000دج كما قيمة 500دج، أو مادام القليشة/الكورجات دارت العام الماضي 250/500دج فلا استبعد أن يصل سعرها 1000دج، أو عيش يا الفقير ويا المسكين... الله يستر ويجعل الخير، اليوم رحت للسوق جبت قفة بــ4000دج ما تعمرتش، واش من خير، ربي يكون معانا..." همت بالإنصراف... نادتها جارتها :"ربي يستر هذا عام الزمان ول عام البو... المهم ما تنسايش العشيا مرحبا بيك عندي على قهوة كما تحبيها... وغمزتها وضحكت..."

فهمت القليشة المعنى، وانصرفت بزهوها لأنها باتت اليوم بقيمتها وباتت تسوى "طورو"، أكدت لها الحضور وهي تسرع الخطى لبيتها لإعداد غدائها الفاخر فالضيوف مرموقين اليوم عندها من أجل قضيتها...

يسرقها من الواقع هشام يخلف الشوف