"جمهورية السحاب.. " أول نصوص رجل المطر "منير سعدي"..

      بعد انتظار طويل وتساءل مستمر حول كتابات الشاب "منير سعدي" متى تولد مجموعة في كتاب نقرأه نحن الذين تعودنا على أمطاره الساقطة عبر الفايسبوك والتويتر، مرات كلمات وأخرى عبارات وأبيات من شعر تعري أجواء نفسه الغائمة منذ زمان طويل.
     جاء اليوم وأصدرت لنا دار النشر الواعدة "الجزائر تقرأ" باكورة إبداعات "منير سعدي" ضمن دفتي غلاف معنون "جمهورية السحاب.. مطر وأشياء أخرى" هذا العام خلال الصالون الدولي للكتاب، الذي لا يزال يعد في الجزائر تقريبا بداية السنة الأدبية والدخول الأدبي في البلاد، لكن الغريب وليس الغريب أن يكون الإصدار تحت مصنف "نصوص" وأنا الذي كنت أنتظر مسمى "شعر" أو "نصوص شعرية" بمقابل "ديوان شعري"، إذا اعتبرت هذا جزء من تواضع الشاعر الكاتب منير فهو مقبول إلى حد ما – طبعا في نظري- وربما قد تكون لفتة نقدية ليخضع لقواعد ونظريات النص النثري أكثر منه شعري، وربما هو المساحة التي أرداها الكاتب أن يمنحها لإبداعه من إتساع حتى لا تقع في دائرة الجنس الأدبي المقيد، وهو الذي يعشق الحرية لا بتفاصيلها بقدر ما يعشقها بقدر اتساعها وخروجها على الحدود والقيود التي لطالما قيدتنا وربطتنا وجعلتنا بعيدين على تطلعاتنا... أو سأقول ذاك الفضاء المفتوح المرغوب من كل شاب يسعى للتحرر من كل ما لحقه من واقع وتقليد ودين وعادة وعرف ووووو..
   "جمهورية السحاب".. عالم منير سعدي في عينيه، تصورات ومواقف وآراء شخصية أكثر منها أي شيء، يعبر عن نفسه عن ماهيته لما يدور ويحيط به ويحدث من حوله يوميا في بلدته أو وطنه أو عالمه القريب منه عربي وإسلامي، ليس بالضرورة أن نتفق معه أو نخالفه بقدر ما أشاركه مشاعره غضبه ألمه فرحه حلمه وهمه خرافته جهله علمه تطلعه سقوطه... حياته، بلغة قريبة منا بعيدة عنا مرات، افتقد في نصوصه داخله الذي ألفته في بعض تدويناته، الخوف من فضح دواخلنا مرات يمنعنا من قول أجمل ما نملك، أننا نشعر أنه غسيل لا يجب أن ينشر في بلكونة لأنها ملابس داخلية تلفت النظر ونحن في مجتمع يدعي خرافة أنه محافظ متدين.
 قد أقول خاب ظني ولا أقولها لأنني رأيت إبداعه ملموسا بين يدي وكنت أنتظر مالا أعرفه أكثر.. أحب في مرات أن أقترب من الداخل من العمق حتى أشعر أنني أقرا عن نفسي لا عن غيري، لكن تبقى الرقابة ذلك الوهم الذي يسيطر علينا كل مرة حين نرمى الحبر على الورق لنسوده حتى لا يراه أحد..
قرأت المطر مرتين، وأنا الذي ألقب منير سعدي دائما بـــــ "رجل المطر" رغم من أن اللفظة واللقب يحمل دلالات ماسونية لمن يتابع أخبارها  و "مؤامرتها" عبر العالم، إلا أن المطر مع منير بات إحساسا وليس مناخا وفقط، انتظر أن يكون المطر حاضرا بقوة كما كان حاضرا في عالمه الأزرق والتغريدات لكن الربيع انتصر عليه في أكثر من نص ومن فصل، قد يرى قارئ غيري أن نصوصه ستموت قريبا لأنها تشبه الصحافة سأقول نعم، وكلنها ستحي بعد عمر حين يصبح نصه يؤرخ لزمان الربيع وموقف الشباب والكتاب من لحظة كما سماها "فتوحات وانتصارات" وليست مجازر ودماء ودماء...
هل سأستمر ربما مرة أخرى صديقي منير سأقول كلاما غير هذا... وهذا "رأيي بشغف"

هشامو

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إنطباع قارئ : علمتني الحياة لعلوش رفيقة... كتيب لشحن الثقة

من قتل أسعد المروري.. رواية السائح حين تقرأها في وهران!!!

من مكتبتي : في النقد الأدبي الحديث لمحمد ساري،... محمد مصايف الناقد الجزائري الذي لا تعرفه