ثرثرة نحات بمسمار

على مقعد... أبحث في الوجوه

ربما الوقت لا يتوقف 
ولكننا نحن الذين نتوقف
لا أدري لما نحب الوقوف كثيرا في الحياة 
ليس حياة الآخرين وإنما حياتنا
نقف لنتذكر أو ربما لنتحسر
بين الاثنين نستمر في لحظة فراغ
نريدها أن لا تستمر 
كما الوقت مستمر 
بل نريد ان نرى العكس الجميل 
بلا ألم 
وبلا دموع 
وبلا ...
هناك على الرصيف يقف كرسي حجري
ليس من الرخام ولكنه من الاسمنت 
لا يحمل لونا
لا يحمل معنا
المهم كرسي لتجلس 
انتظر فيه لعله يأتي 
الساعة تقترب من الصفر
الموعد يبدو أنه ضاع
أو الزحمة خنقته فمات
لم يحدث أي شيء من هذا 
إنه عقل في وطني يؤمن بالتأخر
لا أزال أبحث 
في وجوه المارين  أنا متوقف
و من بعيد 
الساعة في الدائرة لم تتوقف
الوجوه كلها غريبة 
ليست من هذه الأرض التعيسة
على صدرتها توقيعات مختلفة
تخبرنك بأوطنانها 
من الشرق والغرب والشمال والجنوب
من الداخل ومن الخارج
من البر ومن البحر
الموعد لم يأتي بعد 
سيكون عند رقم مجهول بعد الصفر
الجلوس طال كما تطاول علي الزمن
صرت جزء من الكرسي
وأصبح جسدي من اسمنت
بعض بدأ يضع زهورا ذابلة أمام تمثالي
لا تزال عيني ترقب المارين في طريقي
تتفرس الوجوه لتكتشف أحدا
لا أزال أبحث في الوجوه
يبدو أنه لن يأتي...
....
....
سأنصرف إذنا..

                                           بمسمار النحات "هشام التيبازي"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إنطباع قارئ : علمتني الحياة لعلوش رفيقة... كتيب لشحن الثقة

من قتل أسعد المروري.. رواية السائح حين تقرأها في وهران!!!

من مكتبتي : في النقد الأدبي الحديث لمحمد ساري،... محمد مصايف الناقد الجزائري الذي لا تعرفه