في ‏الحكم ‏على ‏الناس واتهام ‏الآخرين ‏

في الحكم على الناس وإتهام الآخرين...

توقفت للحظة أمام لحظة غريبة ولكنها ليست غريبة وإن كانت تلتقيان في موقف مهم جدا - أراه أنا - قصتين مهمتين تتوافقان في كثير من جوانبها وهي تعودان لنبيين يعرفهما العالم جميعا... نبي الله عيسى عليه السلام وتبي الله محمد عليه السلام ... 

الأولى قصة السيد المسيح مع الزانية حيث يذكر إنجيل يوحنا في الإصحاح الثامن : [ 3 وقدم إليه الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت في زنا . ولما أقاموها في الوسط، 4 قالوا له : يا معلم ، هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل، 5 وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه ترجم . فماذا تقول أنت، 6 قالوا هذا ليجربوه ، لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه . وأما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض، 7 ولما استمروا يسألونه ، انتصب وقال لهم : من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر] اتوقف هنا لنقول ان المسيح رفض محاكتها ومعاقبتها لأن هؤلاء القوم كانوا مليئين بالخطايا وأراد أن ينبههم إلى أنهم لا يملكون الحق في الحكم وإن أقاموا العقوبة عليها... لأنه ليس من حقهم وإن كانت زانية....
 القصة الثانية وهي قصة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في سنن الدرامي :[ أخبرنا أبو نعيم ثنا بشير بن المهاجر حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من بني غامد فقالت يا نبي الله اني قد زنيت وأني أريد ان تطهرني فقال لها ارجعي فلما كان من الغد أتته أيضا فاعترفت عنده بالزناء فقالت يا نبي الله طهرني فلعلك ان ترددني كما رددت ماعز بن مالك فوالله إني لحبلى فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ارجعي حتى تلدي فلما ولدت جاءت بالصبي تحمله في خرقة فقالت يا نبي الله هذا قد ولدت فقال اذهبي فأرضعيه ثم افطميه فلما فطمته جاءته بالصبي في يده كسرة خبز فقالت يا نبي الله قد فطمته فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي فدفع إلى رجل من المسلمين وأمر بها فحفر لها حفرة فجعلت فيها إلى صدرها ثم أمر الناس أن يرجموها فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتلطخ الدم على وجنة خالد بن الوليد فسبها فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال مه يا خالد لا تسبها فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له فأمر بها فصلى عليها .] وهنا موقف مشرف آخر بعدم الإهانة والحكم عليها على الرغم من أنه قد أقيم في حقها العقوبة، يعني لا أن تتهمها أو تسبها أو تهينها.... فأين هؤلاء المدعون من المسلمين الغارقين في الإتهام والأحكام على الناس بلت داع أو سبب 
هكذا اتفقا النبيان على عدم الحكم وغن أخطأ الانسان كل بطريقته... فأين أنتم؟؟؟

(ملاحظة هامة: أنا لم أناقش حكم الرجم وهل هو شرعي أم لا بقدر ما أوردت القصة)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إنطباع قارئ : علمتني الحياة لعلوش رفيقة... كتيب لشحن الثقة

من قتل أسعد المروري.. رواية السائح حين تقرأها في وهران!!!

من مكتبتي : في النقد الأدبي الحديث لمحمد ساري،... محمد مصايف الناقد الجزائري الذي لا تعرفه