الكتاب ‏ليس ‏بطاطا... ‏الكتاب ‏حضارة

رسالة إلى وزارتي الثقافة والتجارة
 
الكتاب ليس بطاطا... الكتاب حضارة


    كلما أسمع أن مكتبة أغلقت يزداد الألم... يكفي أن تسأل المثقفين والكبار عن المكتبات التي كانت وأغلقت أبوابها في المدن والولايات والعاصمة لتعرف حجم المأساة التي باتت تهدد بحق عالم الكتاب والنشر في الجزائر وهي التي باتت تشهد في السنوات الأخيرة فعالية ونشاط كبيرا ناتج على ازدهار حركة التأليف والطبع والنشر.
    إن العارف بهذا الشأن يدرك جيدا طبيعة الواقع الذي يوجد فيه الكتاب في الجزائر، وإذ اليوم أوجه رسالة مفتوحة وعاجلة إلى كل من وزارة الثقافة والفنون ووزارة التجارة لأنني أعلم يقينا أن الوزارتين هما من يحملان الحل لهذه المعضلة الحقيقية التي لا نزال نعيشها منذ عقود.
   قد يكون عنوان الرسالة مستفزا ومؤلم لكنه حقيقة، فالكتاب ليس بطاطا، الكتاب ليس سلعة يشتريها جميع الجزائريين يوميا لأنها غذائهم الأساسي، الكتاب له خصوصيته رغم أنه يملك الصفة التجارية، لكنه ليس سلعة رابحة، وليس تجارة رائجة، المكتبات ليست محلات الخضار والفواكه والمواد الغذائية في كل حي، قد لا تجد في ولاية كاملة إلا مكتبة او مكتبتان، و لهذا #أطالب بصوت مواطن ومثقف ومحب للكتب أن ترحموا هذا المجال، أن يتم ترقية الكتاب ويتم تقديره بشكل أكبر لأنه يعبر عن الوجه الحضاري للامة والشعب والدولة، وأنا الدارس للتاريخ نتعرف على قيمة الشعوب وحضارتها وثرواتها وعلومها وإبداعها بما تركته من كتب وبما وصلت له حركة التأليف والنشر والتعليم في الدول.
     أنني أطالب اليوم، وكلي يقين أنني صوت لمئات الناشرين والمكتبيين والكتاب وآلاف المثقفين وملايين القراء عبر البلاد، أن يرفع عن الكتاب كل القيود الضريبية خاصة التي ترهق المكتبات عبر الجزائر، أن تفرض ضرائب رمزية جدا على النشاط التجاري الخاص بالكتاب، وان يخلص من الإتاوات والطوابع الضريبية وأن لا يخضع لنفس مقاييس تجارة المواد الاستهلاكية الواسعة واليومية، وأن توضع ضريبة جزافية واحدة على المكتبات، وكذا كل الجهات المعنية بعالم الكتاب خاصة دور النشر والمطابع.
أما المستوى الثاني الذي أراه ضروريا للنظر فيه هو التعامل الجمركي سواء الكتاب القادم من الخارج والخارج من الوطن إلى العالم، أن يتم إعفاءه كلية من الرسوم الجمركية و أن لا يتجاوز قيمة الرسم الواحدة أو الاثنين في المائة (1% أو 2%) من قيمة ما يتم تصديره للكتب بعدما سمعت عن حجم الطلب للكتاب الجزائري عربيا وأوروبيا.
   إنني كلي أمل أن أرى في الجزائر الجديدة  هذا الطلب يتحقق وينفذ وتقدم صورة ثقافية وحضارية عن تعامل بلادنا وحكومتنا مع قطاع يختلف كلية عن باقي القطاعات في البلاد.
                              هشام يخلف الشوف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إنطباع قارئ : علمتني الحياة لعلوش رفيقة... كتيب لشحن الثقة

من قتل أسعد المروري.. رواية السائح حين تقرأها في وهران!!!

من مكتبتي : في النقد الأدبي الحديث لمحمد ساري،... محمد مصايف الناقد الجزائري الذي لا تعرفه