ماذا لو لم يكن لك أصدقاء؟... حكيم شيخ يفتح كتابه ومعه قلوب مغلقة
حواري مع الكاتب حكيم شيخ و مؤلفه ماذا لو لم يكن لك أصدقاء؟ لرحاب الجزائر
ماذا لو لم يكن لك أصدقاء؟... حكيم شيخ يفتح كتابه ومعه قلوب مغلقة
أصدر الكاتب حكيم شيخ مؤلفه الثاني ضمن مجال التنمية البشرية، بعد تجربته
الابداعية في الأدب، بعد شعوره أن موضوع العلاقات الإنسانية بمختلف مستوياتها وعمق وتباين مشاعرها تحتاج منه التوقف بكتابته عن هذا الباب، وهو المدرب في التنمية البشرية ويرى حجم التبعثر والتيه الذي يعيشه ويحياه الجزائري بشكل خاص ضمن طرح واقعي وحكايات وقصص وتجارب حقيقية رصدها من خلال كتابه ماذا لو لم يكن لك أصدقاء؟... ففتحنا معه الكتاب ومعه فتح قلبه لرحاب الجزائر فكان هذا الحوار....
الكاتب حكيم شيخ |
رحاب الجزائر : من هو حكيم الشيخ في كلمات ؟
حكيم شيخ :
حكيم شيخ شاب جزائري من مواليد 1983، متحصل على شهادات عديدة من بينها ليسانس في الحقوق و شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة، مخطط استراتيجي من الاكاديمية الامريكية للتدريب و التطوير القيادي، شاعر و كاتب، أول إصدار لي كان سنة 2018 و هو عبارة عن رواية بعنوان "ابتسامات الموتى" و الاصدار الثاني كتاب في التنمية البشرية سنة 2019 بعنوان "ماذا لو لم يكن لديك أصدقاء!؟.
رحاب الجزائر : ماذا لو لم يكن لك أصدقاء؟ تجربة شخصية وتفاعلاتك مع الحياة كما نعرفه حول كتاب التنمية البشرية في الغرب، أم مجرد رص لأفكار وجمل متداولة ؟
حكيم شيخ :
هو رصد لخبايا المجتمع بطريقة تغوص في النفس البشرية لتمنحها مزيدا من الثقة و تخلصها من أدرانها و مشاكلها التي تتخبط فيها كنفس بشرية بحتة بعيدة كل البعد عن العرق أو الدين أو اللغة و ما شابه من التصنيفات التي تفرق بيننا كبشر، لذلك يخاطب الكتاب الانسان كإنسان اينما كان على الكوكب، ليمنحه قيمته الحقيقية و يهديه مفاتيح الحياة الاجتماعية المتناغمة الخالية من الهزات و الازمات النفسية، و ذلك من خلال رصد تجارب انسانية عميقة جدا في المجتمع الجزائري.
رحاب الجزائر : هل رصدتها عن قرب أم عبر الحكاية ؟
حكيم شيخ :
هي عبارة عن دراسة ميدانية دامت خمس سنوات، من خلال مقابلات مع أطياف عديدة من المجتمع كانت آن ذاك تعاني من مشاكل أسرية و أخرى حياتية، رابطها الأساسي أنها كانت مشاكل في العلاقات بين البشر، فبدأت برصدها و الخوض فيها و متابعة نتائجها إلى استخلاص المغزى و الفائدة منها، كتجارب إنسانية من حق الجميع الاطلاع عليها، فمن الجميل جدا أن نستفيد من أخطاء الآخرين لأن الحياة لن تمنحنا الوقت الكافي للتجربة و أخذ العبر في كل مرة، فالتجارب كانت متنوعة بين التجارب القريبة لأناس عايشتهم و اعرفهم حق المعرفة، و آخرين كانوا في حاجة لفضفضة المشاعر و التخلص من المشاكل عبر الكلمات و الحديث.
رحاب الجزائر : ماذا لو لم يكن لك أصدقاء؟ سؤال طرحته أم طرح عليك... أم طرحته على نفسك وبحثت عنه عند الآخرين؟
حكيم شيخ :
هو في الحقيقة طرح نفسه بنفسه، إذ تبلور بذاته من خلال الإنتقال السلس و المنطقي لما ورد فيه من قصص و عبر في فصوله الثلاث، حيث تحدثت في الفصل الأول عن استهلال العلاقات و تأسيسها، ثم انتقلت إلى الحديث عن تعميق العلاقات و الحفاظ عليها، إلى أن رسوت في المحطة الثالثة على العلاقة الاكثر عمقا و هي العلاقات الزوجية و الحفاظ عليها و كيفية حمايتها من الأعاصير التي تتربص بها على مسار الحياة، لذلك وجدت نفسي في النهاية أطرح السؤال بصفة عميقة جدا ، حقا ماذا لو لم يكن لديك أصدقاء؟! و هذا من خلال ما لمسته من حقائق و مواقف للأصدقاء في حياة كل الذين أسسوا للكتاب لبنة لبنة، فقد كانت مواقف الاصدقاء في مواقفهم تلك و مشاكلهم الأثر الفارق و الباب الذي كانوا يخرجون من خلاله من مشاكلهم.
الجزائري بطبعه يحب المغامرة و الإكتشاف، لذلك نجده شغوفا بكل ما هو جديد و مستجد، و من خلال ما عشناه في الطبعات السابقة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب سيلا، اتوسم خيرا كثيرا في القارئ الجزائري الذي كان مقبلا على هذا النوع من الكتب لكتاب من المشرق و الغرب، لكن لم نجد كتاب جزائريين خاضوا في هذا النوع من الكتابات خصوصا عندما نتحدث عن مواضيع لها علاقة بتطوير الذات و ربطها بعلم الاجتماع و علم النفس، ناهيك أن كانت خلاصة دراسة ميدانية تلامس الواقع و تستخلص منه العبر و تجد الحلول للمشاكل التي نعانيها في مجتمعاتها كافة، زد على ذلك فقد كتب الكتاب بطريقة فريدة تخاطب اللا وعي بطريقة مباشرة تختصر بذلك الطريق إلى كيان القارئ و تترسخ فيه.
في حقيقة الأمر نحن نعيش هذه الازمات و المعاناة منذ عقود، لكن الاختلاف الذي يميزنا عن الغرب هو أن الغرب بعقليتهم الصريحة و تناغمهم مع ذواتهم و انفسهم جعلهم صرحاء مع انفسهم و متقبلين لها على ما هي عليه، كخطوة أساسية نحو ايجاد الحل، في حين بقينا نحن نتستر حتى على مشاعرنا الانسانية البريئة و نعتبرها خطيئة عظيمة لا نصارح انفسنا بها و لا نتقبل أنفسنا بل و ننبذها، لذلك وجب دق ناقوس الخطر فكل تلك المشاعر التي تجاوزها الغرب و أوجد لها الحلول، ما تزال عالقة في تركيباتنا النفسية التي فطمت على العادات و التقاليد و الدين و المجتمع و غيرها من العوامل التي تسعى لقمع الذات، لذلك أقولها بكل صراحة و عن وعي تام بأن المشاكل الانسانية المتعلقة بالعلاقات بين البشر هي نفسها في كل بقاع الكوكب، فقط نظرة الناس إليها هي التي تختلف.
الكتاب يسلط الضوء على العلاقات بأنواعها خصوصا أننا نسمي في أغلب الأحيان الاشياء بغير مسمياتها الحقيقية، مثل الحب على سبيل المثال لا الحصر أغلبنا يتحدث عن الحب كشعور بسيط و غير معقد، في حين انهم يتحدثون عن شيء آخر تماماً الا و هو التعلق المرضي، و هناك من يخلط أيضا بين الحب و الاعجاب، و بينه و بين الاستلطاف و غيرها الكثير، فلكل منا حكاية و علاقة مع طرف آخر مهما كان، سواء من العائلة في اطار الاسرة أو المعارف في اطار الصداقة أو الزمالة الخ... لذلك كل من يقرأ الكتاب سيجد نفسه فيه حتما، بل في أغلب الأحيان يفتح عينيه على واقع عاشه و غفل عنه و يتمنى لو أنه قرأ الكتاب من قبل، فلو فعل ذلك لما وقع في ما وقع فيه
سيكون الكتاب متوفر في معرض الجزائر الدولي للكتاب سيلا بجناح دار افق للنشر و الترجمة في الطبعة القادمة لهاذ العام ان شاء الله، و سألتقي بالقارئ من خلال جلسة للبيع بالتوقيع، كما أنني شرعت في كتابة كتاب جديد في نفس السياق، إلا أنه يهتم بالعلاقات العاطفية و مشاكلها، باعتبار أن هذه الأخيرة هي الاكثر تعقيدا من بين العلاقات، فتجدها تشغل مساحة كبيرة جدا من وعي الإنسان و من اللا وعي الخاص به، سأسعى من خلاله إلى تفسير المشاعر و الاحاسيس التي تنتابنا في تلك العلاقات، فنسعى لايجاد حلول لتلك المشاعر المؤلمة و نعطي حلولا و استراتيجيات فعالة جدا لتجنب تلك المشاعر السلبية و التخلص منها.
في الحقيقة وجدت نفسي أمام رسالة إنسانية قد لن يؤديها عني احد في هذا الوجود، و هو ما يتناسب مع الوعي الذي احمله في ذاتي بمشاكل البشر التي يحملونها في أعماقهم و نحن نرى ابتساماتهم كل صباح، المشروع إنساني بالدرجة الأولى و كلما كتبت فيه وجدتني مقصرا لما اراه كل يوم من أحداث جديدة كان باستطاعتي التطرق لها و ايجاد حلول مناسبة من خلال تجارب الآخرين.
ختاما أقول اننا لن نستطيع العيش بمفردنا، فإن كنا لا نستطيع اختيار أسرنا و اقاربنا فإننا نستطيع حتما اختيار اصدقائنا لذلك علينا انتقاء من حولنا بعناية فائقة، نختار من يدعمنا و يشجعنا، من يقف الى جانبنا في الاوقات العصيبة و يمنحنا الثقة في انفسنا، ذلك النوع الذ
ي يصوننا في غيابنا و يحترمنا في حضورنا، دائما هناك من يستحق صداقتنا، لكن ليس هناك من يستحق حبنا كاملا، دع لنفسك مساحة الأمان التي تحدثت عنها في الكتاب فهي الكافل الوحيد لاستعادة ذاتك.
رحاب الجزائر : هل الجزائريون- في اعتقادك- متفاعلون مع هذا النوع من الكتابات، كونه طرق جديد؟
حكيم شيخ :الجزائري بطبعه يحب المغامرة و الإكتشاف، لذلك نجده شغوفا بكل ما هو جديد و مستجد، و من خلال ما عشناه في الطبعات السابقة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب سيلا، اتوسم خيرا كثيرا في القارئ الجزائري الذي كان مقبلا على هذا النوع من الكتب لكتاب من المشرق و الغرب، لكن لم نجد كتاب جزائريين خاضوا في هذا النوع من الكتابات خصوصا عندما نتحدث عن مواضيع لها علاقة بتطوير الذات و ربطها بعلم الاجتماع و علم النفس، ناهيك أن كانت خلاصة دراسة ميدانية تلامس الواقع و تستخلص منه العبر و تجد الحلول للمشاكل التي نعانيها في مجتمعاتها كافة، زد على ذلك فقد كتب الكتاب بطريقة فريدة تخاطب اللا وعي بطريقة مباشرة تختصر بذلك الطريق إلى كيان القارئ و تترسخ فيه.
رحاب الجزائر : هل أصبحنا نعيش ذات الأزمات والمعاناة التي سبقنا إليها الآخرين خصوص الغرب فيما تعلق بالعلاقات الإنسانية عامة والعلاقات العائلية والصداقة خاصة؟
حكيم شيخ :في حقيقة الأمر نحن نعيش هذه الازمات و المعاناة منذ عقود، لكن الاختلاف الذي يميزنا عن الغرب هو أن الغرب بعقليتهم الصريحة و تناغمهم مع ذواتهم و انفسهم جعلهم صرحاء مع انفسهم و متقبلين لها على ما هي عليه، كخطوة أساسية نحو ايجاد الحل، في حين بقينا نحن نتستر حتى على مشاعرنا الانسانية البريئة و نعتبرها خطيئة عظيمة لا نصارح انفسنا بها و لا نتقبل أنفسنا بل و ننبذها، لذلك وجب دق ناقوس الخطر فكل تلك المشاعر التي تجاوزها الغرب و أوجد لها الحلول، ما تزال عالقة في تركيباتنا النفسية التي فطمت على العادات و التقاليد و الدين و المجتمع و غيرها من العوامل التي تسعى لقمع الذات، لذلك أقولها بكل صراحة و عن وعي تام بأن المشاكل الانسانية المتعلقة بالعلاقات بين البشر هي نفسها في كل بقاع الكوكب، فقط نظرة الناس إليها هي التي تختلف.
رحاب الجزائر : من هم جمهور وقراء ماذا لو لم يكن لك أصدقاء؟
حكيم شيخ :الكتاب يسلط الضوء على العلاقات بأنواعها خصوصا أننا نسمي في أغلب الأحيان الاشياء بغير مسمياتها الحقيقية، مثل الحب على سبيل المثال لا الحصر أغلبنا يتحدث عن الحب كشعور بسيط و غير معقد، في حين انهم يتحدثون عن شيء آخر تماماً الا و هو التعلق المرضي، و هناك من يخلط أيضا بين الحب و الاعجاب، و بينه و بين الاستلطاف و غيرها الكثير، فلكل منا حكاية و علاقة مع طرف آخر مهما كان، سواء من العائلة في اطار الاسرة أو المعارف في اطار الصداقة أو الزمالة الخ... لذلك كل من يقرأ الكتاب سيجد نفسه فيه حتما، بل في أغلب الأحيان يفتح عينيه على واقع عاشه و غفل عنه و يتمنى لو أنه قرأ الكتاب من قبل، فلو فعل ذلك لما وقع في ما وقع فيه
رحاب الجزائر : هل من برنامج لحكيم واصداره الجديد، فيخبر به متابعيه؟
حكيم شيخ :سيكون الكتاب متوفر في معرض الجزائر الدولي للكتاب سيلا بجناح دار افق للنشر و الترجمة في الطبعة القادمة لهاذ العام ان شاء الله، و سألتقي بالقارئ من خلال جلسة للبيع بالتوقيع، كما أنني شرعت في كتابة كتاب جديد في نفس السياق، إلا أنه يهتم بالعلاقات العاطفية و مشاكلها، باعتبار أن هذه الأخيرة هي الاكثر تعقيدا من بين العلاقات، فتجدها تشغل مساحة كبيرة جدا من وعي الإنسان و من اللا وعي الخاص به، سأسعى من خلاله إلى تفسير المشاعر و الاحاسيس التي تنتابنا في تلك العلاقات، فنسعى لايجاد حلول لتلك المشاعر المؤلمة و نعطي حلولا و استراتيجيات فعالة جدا لتجنب تلك المشاعر السلبية و التخلص منها.
رحاب الجزائر : هل معنى ذلك أنك تملك مشروعا في هذا الباب، أم كتابة تحت الطلب ؟
حكيم شيخ :في الحقيقة وجدت نفسي أمام رسالة إنسانية قد لن يؤديها عني احد في هذا الوجود، و هو ما يتناسب مع الوعي الذي احمله في ذاتي بمشاكل البشر التي يحملونها في أعماقهم و نحن نرى ابتساماتهم كل صباح، المشروع إنساني بالدرجة الأولى و كلما كتبت فيه وجدتني مقصرا لما اراه كل يوم من أحداث جديدة كان باستطاعتي التطرق لها و ايجاد حلول مناسبة من خلال تجارب الآخرين.
رحاب الجزائر : جميل، في الختام كلمة خارج السياق كامل تخبر بها قارئك ؟
حكيم شيخ :ختاما أقول اننا لن نستطيع العيش بمفردنا، فإن كنا لا نستطيع اختيار أسرنا و اقاربنا فإننا نستطيع حتما اختيار اصدقائنا لذلك علينا انتقاء من حولنا بعناية فائقة، نختار من يدعمنا و يشجعنا، من يقف الى جانبنا في الاوقات العصيبة و يمنحنا الثقة في انفسنا، ذلك النوع الذ
Ajouter une légende |
حاوره هشام يخلف الشوف
تعليقات
إرسال تعليق