المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٧

القليشة والريفيو!!!

صورة
         سألت القليشة صباحا جارها "سي موح" :راني حابة ندير فيزا؟، استغرب "سي موح" سؤال القليشة غير العادي، ابتسم ورد عليها على عادة الجزائري بسؤال آخر: علاه ما قدرتيش تحرڤي؟"، اعتبرت رده قلة أدب لكن مصلحتها تجعلها تنافق وتبلعها على مضض وشرحت له لما تسأل، وهنا زاد استغرابه أكثر. فهم "سي موح" أن جارته القليشة تريد السفر إلى فرنسا بهدف قضاء عطلة نهاية رأس السنة الميلادية، تساءل عن المال عن موقفها وهي التي اعتمرت وحجت بيت الله الحرام، حاول ثنيها لكن يبدو أن القليشة عازمة أن تقضي الريفيو خارج البلاد، وبالضبط في فرنسا، لكن أخبرها أن فرنسا صعب اليها ونصحها بالسفر إلى دبي بلاد الإحتفالات والعجب الجديدة التي باتت تصنع حدث سنويا وتخطفه من عواصم عالمية كبيرة حتى فرنسا وأمريكا، استغربت هي الأخرى، لكن شرحا موقفها: يا سي موح أنا نحب التحواس والزهو وهادا الشي ماشي حرام، أنا راني رايح نحي على خاطري ماشي رايحة نشرب الشراب ول ندير الامور ألي تغضب ربي، أو زيد ياك الحفلة في الشارع ماشي في الكنيسة؟، أنا مومنة ما نقدرش نفكر كما راهم يقولو هادو الناس، أنا ندير واش نحب

القليشة والحوت الأزرق!!!

صورة
      "يا ولد واش راك تلعب؟"، صاحت الحاجة الزهرة في فزع وتهويلة كبيرة، نزعت هاتف ابن ابنتها "الفقص" من نوع "نوكيا 1100" لترى ماذا يلعب، "واش هاذي اللعبة تاني؟ راك تلعب دوك في الحنش، بركاك من الحوتة الزرقة؟" والخوف يرتسم على معالم وجهها النحيف، أسرعت جارتها خالتي الفقيهة الساكنة حديثا بجنبها، تتساءل عن سبب صراخها، فهمت من حديثها الطويل وغير المفهوم وهي الكبيرة التي لا تدرك معنى التكنولوجيا الحديثة، أنها تتكلم عن لعبة "خطيرة" باتت تهدد أطفال الجزائر، لم تقتنع خالتي الفقيهة كثيرا بما تراه وتخبرها الحاجة الزهرة، فكيف للعبة على الهاتف أن تسبب القتل، وفوق ذلك ففي العالم كل الحالات التي سجلت ادعي فيها أن سبب انتحار الأطفال فيها متعلقة بلعبة الحوت الأزرق، فيها الكثير من الكلام، لأن اللعبة ظهرت في 2013 ولم يتثبت بعد أنها وراء انتحار الأطفال، والأحداث وقعت فقط في روسيا أين ظهرت وفرنسا والسعودية واليوم في الجزائر، ولو كانت حقيقة خطيرة ومرعبة وتؤدي إلى القتل لتم حجبها في العالم قبل اليوم، ولو منعت من التداول ولو تدخلت المنظمات العالمية لحماية الط

جزائريون ضد اللغة الأمازيغية.. ضد الهوية الوطنية.. للقضية حل.

صورة
الهوية الأمازيغية، كلما جاء الحديث عنها بانت وكأنها جريمة أو قل هي حكاية لا ينبغي الحديث عنها ولا تعني كل الجزائريين، لأنها فكرة وليدة المستعمر الفرنسي خلال القرن الماضي، وورقة لتقسيم الجزائر وضرب الوحدة الوطنية، كما صورتنا لنا المقاومة والحركة الوطنية الجزائرية بعد ظهور ما يعرف بــــ "الأزمة البربرية" وإن كانت حقيقة كانت مؤامرة فرنسية لضرب الوحدة الجزائرية وخلق الإنقسام ومشكلة عرقية وإثنية في وقتها، إلا أن الكثير من الجزائريين لا يزالون يعتبرون أي حديث عن الهوية الأمازيغية قضية فرنسية استعمارية ومؤامرة ضد الجزائر، وفوق ذلك لا يزال الطرح الأمازيغي سياسيا بامتياز يرفض تيار بأكمله الحديث عنه اللهم إلا من باب الإعتراف في الأطر التي يراها هو مناسبة له ولا تضر به، ورغم دسترة الهوية واعتبار الأمازيغية هوية جزائرية ولغة تمازيغت لغة وطنية رسمية ثانية حسب الدستور الجزائري، إلا أن كثيرين يرفضون نفسيا وفكريا الأمر، لأن ظلال الفكرة الإستعمارية تضرب بقوة على عقول الكثيرين. التعامل مع قضية الهوية الوطنية وعلى أن الأمازيغية جزء منها أمر لا مناص منه، ولا يمكن بحال تجاهل ملايين الأمزيغ ال

"إبتكار الألم" للقاص الجزائري "محمد جعفر".. الألم كما توقعته: غريبا عني!

صورة
     بعد أول مجموعة قصصية " طقوس امرأة لا تنام " قدمها لنا الروائي الجزائري " محمد جعفر " ودخوله تجربة الرواية هاهو يعود إلى أصله، بعنوان ظهر على السواد وبلوحة فنية كخلفية وغلاف للكتاب رائعة جدا ومعبرة " إبتكار الأل م" الصادرة عن داري الجزائرية "منشورات الإختلاف" واللبنانية "منشورات ضفاف" هذا العام، في ألو طبعة وصدور.   للقصة القصيرة نفس خاص لا يشبه الرواية وإن كان من كتبوا القصص استطاعوا كتابة الرواية، لكن تبقى القصة القصيرة لافت في الأجناس الأدبية، ورغم التبشير العظيم بأن الزمان هو عصر الرواية وقرن الرواية بامتياز إلا أن القصة القصيرة لا تزال تصدر ويكتب فيها وحولها وعنها كثيرون، وفوقها لها متابعون وقارئون، ولهذا كتب لنا " محمد جعفر " وهو كله يقين كما عبر عن ذلك أن هناك عودة للقصة القصيرة وقد عاد... في " إبتكار الألم " عدد من القصص التي تدور حول موضوع رئيس هو الألم، الألم بأنواعه العميق والبسيط الدائم والزائل الموصل للألم والمخرج إلى عالم الألم وكله ألم، ويبقى الألم أساس الأدب لأن التراجيديا قامت ولا توال قا