أزمة البرلمان الجزائري تنزل للمقهى..!
يعيش المجلس الشعبي الوطني – البرلمان الجزائري – منذ مدة أزمة خانقة بسبب مطالبة نواب البرلمان للأحزاب الموالية للنظام والسلطة استقالته من على رأس البرلمان كون أن القانون لا ينص إلا على ثلاث حالات وهي حل المجلس من طرف رئيس الجمهورية حالة الوفاة وحالة الاستقالة، ولهذا يصر النواب في الغرفة السفلى على استقالة السعيد بوحجة عن حزب السلطة جبهة التحرير الوطني، والغريب أنه هو ذاته مطلب حزبه إلا أن بوحجة يصر على المواصلة.
يجمع المحللون السياسيون والمتابعون للشأن الوطني في الداخل الجزائري على أن كل ما يحدث هو استمرار مسلسل الأزمة السياسية بين الأطراف الفاعلة والزمر الحاكمة التي بدأت التسابق نحو الرئاسيات المقبلة المزمع إجراؤها السنة القادمة، وما أزمة البرلمان الجزائري إلا أحد الحلقات لا غير، وأن الوضع في البلاد أعمق من مجرد تقديم ورقة (A4) تحمل التماس استقالة لرئيس الجمهورية.
الطريف والغريب والكوميدي، هو المشهد الذي صنع الحدث أكثر من الأزمة هو نزول رئيس البرلمان لأول مرة من مبنى زيغوت يوسف للمقهى من أجل ارتشاف قهوة على هواء الطلق على عادة المسؤولين الأوروبيين، وبدون حراسة مشددة، والأجمل من هذا هو الزيارة الميدانية التي قادته لشوارع العاصمة يصافح الشباب ويأخذ معهم سلفي، لعلى الجماهير الشعبية من الشباب الذي يمثل 65% من المجتمع تسانده ضد الحسادين والغيورين المطالبين باستقالته.
بين من يرى خرجته لفت الانتباه، والخروج على المعهود، فيما ذهب آخرون إلى أنها محاولة لنقل الأزمة إلى الشارع، اعتبر البعض أنه نوع من الاستعطاف، المهم اختلفت التحليلات إلا أنها لم تشر إلى الحركة والخرجة تافهة وبلا معنى، لأن مستوى التعامل مع أزمة مؤسسة دستورية وشعبية ووطنية والمؤسسة التشريعية الأولى للجمهورية تعيش وضعا خطيرا متمثلا في تعطيل عمل البرلمان وشلل كامل للجهاز التشريعي دون الشعور ببلد مأزوم تحيط به عشرات الملفات الداخلية والإقليمية والدولية، وظروف تضرب قيمة مؤسسات الدولة داخليا وخارجيا وتضعه ضمن دائرة المساومة على كل تلك الملفات الراهنة.
إن نزول الرجل الثالث في الدولة الجزائرية إلى مقهى شعبي وسط العاصمة من قبة البرلمان، مخلفا وراءه مجلس النواب مشلولا ومشتعلا بالغضب يلخص المشهد السياسي الجزائري في جزء منه، أن الدولة تعيش مشكلا عائلي نزل رب البيت لحله مع نسيبه في الشارع، ما يغيب فقط عن الصورة أن ولي الأمر المسؤول عن السعيد بوحجة قد علق في زجمة السير وفوق زحمة الجماهير التي كانت تريد أن ترى السعيد يشرب القهوة ويفيض بالابتساماتللجماهير، ويلتقط الصور.
هشام يخلف الشوف
منقول عن موقع MTA POST
______________________
طالع المقال الأصلي على الرابط :
https://mtapost.com/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D8%B2%D9%84-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%82%D9%87%D9%89/
تعليقات
إرسال تعليق