ثرثرة قارئ : رواية “الحماقة كما لم يرويها أحد”.. لا أعتقد أنك أحمق لتصدق سمير قسيمي
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
-
تحكيرواية الحماقة كما لم يروها أحدللروائي الجزائريسمير قسيميوالصادرة عن دار ضفاف ومنشورات الاختلاف، العام 2020، وقائع سياسية جرت فيالجزائرتحاكي ما وقع منذ سنة وتدور الأحداث..
لحظة… لحظة، هل صدقت الكلمات الأولى، هههههههههههه، أنت إما مجنون أو أن داء الحماقة الذي ضرب سكان تلك البلاد قد مسك شيء منها من رفط القراءة وترديدك للحماقة كلما حملت الرواية بين يديك والتقطت عيناك كلمة الحماقة عشرات المرات.
ولا أعتقد أنك راغب في أن تكون مجنون فيجري وراءك الأولاد ويرموك بالحجارة، ولا أحمق فيضحك عليك الناس.
أرجوك لا تكن غبيا فتسقط الرواية عن الحقيقة والواقع، فالجميع يعرف أن الرواية محض خيال، نعم إنها خيال، وعبر الخيال يأخذنا الروائي سمير قسيمي إلى عالم موازي مقابل عالمنا، ويحكي ما جرى هناك.
طبعا قد لا تعرف نظرية العالم الموازي، وإن تعرفها فأنت لا تؤمن بها، لأن العالم الوحيد الذي يقابل الحقيقة المادية هو عالم الأرواح والجن.
المهم دعك من كل هذا فقط أبقى داخل الرواية، لا تبتعد كثيرا بعقلك ومنطقك فلن يجد مكانتهما في رواية الحماقة كما لم يرويها أحد.
وقائع رواية الحماقة كما لم يروها أحد
تدور وقائع رواية الحماقة كما لم يروها أحد على مدار ثلاثمائة وسبعة وأربعين صفحة، حول شخصية أسطورية وخرافية كانت في مكان ما من العالم، تدعى هذه الشخصية “جمال حميدي” الذي تبوء منصب رئيس الجمهورية في تلك البلاد.
وتقتفي رواية رواية الحماقة كما لم يروها أحد سيرة شبه ذاتية، تروي كيف وصل “جمال” إلى سدة الحكم في بلده، وأصبح فيها رئيسا للجمهورية.
وقد أطلق الكاتب سمير قسيمي بحكم شروط وقواعد كتابة الرواية المكان الذي جرت فيه الرواية تسمية “الجزائر” وبالضبط في عاصمتها وكأن لها مثيل في الحقيقة عن دولة حقيقية تسمى الجزائر وعاصمتها الجزائر أيضا، بل نقل ذات أسماء الشوارع وعدد من أحياء العاصمة فيها.
أما الزمان فهو غابر لا يذكره أحد، فقد مرت مئات السنوات… في عالم لم يعد يعبء بالزمن من أجل رؤية الأمور تتغير من حوله، فيصبح مثقلا بالتفاصيل، فالناس تحب العموم والبساطة والامتثال أكثر من المنطق والعقل…
الناس في مسمى الشعب حين حديثها على علاقتهم بالسياسة فهذا يعني علاقتها برئيس الجمهورية حاكمها الأول، وستقرأ هذا خلال فصول الرواية كيف يتخيل الأسفل الأعلى وكيف ينظر الأعلى للأسفل.
يقف الكاتب سمير قسيمي في روايته عند نظرية القطيع / سيكولوجية الجماهير كيف تعمل في توجيه الناس في زمن اختلطت فيه القيم، وأصبحت الحياة بلا معايير أخلاقية، السياسة التي لا يمكن للأخلاق طريق لها..
في سياسة كيف تتحول العاهرة إلى سيدة مسؤولة، ويصل السارق والمجرم والمحتال والبغيضون والأشرار إلى الحكم، ويتسلطون عليهم بالقانون..
كيف يصبح كل شيء مباح وسلعة تباع حتى الوطن، كيف تغلف الخيانة والعبودية بأثواب براقة يمكن للجميع ارتداءها دونما خجل أو مانع، بل بفخر يحدثون أنفسهم ومن حولهم بإنجازاتهم السخيفة والدنيئة على حد سواء.
رواية الحماقة ومسألة التزوير والكذب
تقف رواية الحماقة كما لم يرويها أحد عند مسألة غاية في الخطورة، وهي تزوير الحقيقة والتاريخ وطمس الصدق بالكذب والتدليس والحذف، ليس فقط في حياة أناس عاديين، ليس تزوير حقيقة الأشخاص ليومياتهم ومسيرتهم فقط بل يتعداه ليكون تاريخ الدولة والشعب على حد سواء.
التزوير والكذب الذي تشارك فيه المؤسسات الرسمية من خلال منصب كاتب التاريخ في الجمهورية الخرافية، ليدرس بعده لمختلف الأجيال على أنه الحقيقة، ما سيرة جمال حميدي رئيس الجمهورية إلا تعبير على هذه الظاهرة الخطيرة.
انتبه نحن نتكلم على عالم خيالي، ولست مسؤولا عن فهمك والتخيلات التي تصيبك جراء قراءتك لـ رواية الحماقة .. فتأخذك إلى عقد مقارنات غبية بين ما مر عليك وما هو موجود في واقعك.
وإذا حدث، فهي بلا شك دلائل إصابتك بداء الحمق جراء طول المدة التي قضيتها في قراءة الرواية وفي اللحظة التي صدقت ما جاء فيها، بما فيها شخوصها، فهي موجودة حصرا في المكان الذي تسكن فيه، والزمن الذي تحيى فيه.
فالشخصيات عادية جدا ولها نماذج معروفة في الحياة، غير خارقة، هامشية، تمثل الشريحة الأوسع والأكبر داخل المجتمعات غالبا، إلا أنها بفضل مجموعة من العوامل الطبيعية والجغرافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية تصبح بقدرة قادر أقلية ولا تمثل سوى الخمسة في المائة مما يسمى الشعب.
لهذا ستجد جمال، أولفا، عوايش، سالم الجمل، الذيب، بوخنونة… قريبة منك حد الاستئناس لّأنك تعرفها بطريقة ما وتعيش بالقرب منها وليست تلك الشخصيات من عوالم السينما والتلفزيون.
وكون النص خيال روائي، فلا ضير أن تتحقق الأحلام وتصدق التخيلات داخل العقول أو أثناء النوم، لهذا فالأحداث تسيير من الرتابة إلى الثورة إلى الجنون إلى المأساة إلى النسيان، إلى العبث المطلق بطريقة غرائبية غير متوقعة وغير منطقية.
سمير قسيمي وقواعد العالم الموازي
ولا يمكنك في ذات الوقت لوم سمير قسيمي فيما يحدث، لأن قواعد العالم الموازي في الجهة المقابلة غير تلك المتعارف عليها في واقعنا، وحياتنا الحقيقية.
وحتى الصدف التي تجدها ربما متشابهة من صنيعة وصول الأشخاص إلى الحكم والسلطة واختطاف الأشخاص في صندوق سيارة، تحقيقات البوليسية والأمنية السرية، الانقلاب العسكري وما ينجر عنه من انفلات الأمن في البلاد، هروب المسؤولين، الاغتيالات السياسية، المظاهرات، وخيانة الوطن، وغيرها إنما هي مجرد تماس بين العالمين.
فتنفذ بعض الأحداث والقوانين من كون إلى آخر بشكل مجهول، لا يعرف العلماء عنه شيء، سوى أن ما يحدث في عالمنا ينتقل إلى العالم الموازي، وما يحدث في عالمهم ينتقل إلى العالم الحقيقي.
هذا وغيره ما جاء في رواية الحماقة كما لم يروها أحد، وطبعا وأنت إلى الآن مقتنع أنك لست أحمق ولا غبي ولا مجنون لتصديق الروائي الجزائري سمير قسيمي في كل ما كتبه في نصه الحماقة كما لم يرويها أحد..
قريبا سأدخل مرحلة الحشو والكلام بلا طائل، وأجد نفسي أنقل لكم تفاصيل عالم مجنون وغرائبي فتفقد القصة حمقها… يمكنك العودة الآن بسلام إلى عالمك… سلام.
العنوان : علمتني الحياة المؤلف : رفيقة علوش الصنف : نصوص، اقتباسات المجال : تنمية بشرية الناشر : دار المثقف للنشر المكان : الجزائر / التاريخ 2019 /48ص يظهر العنوان للكثير أنه كبير، خاصة إذا ما علمنا أن عمر الكاتبة لم يتجاوز الـ 25 عام، لكن ربما هو يدخل ضمن تلك العناوين التي لا تعبر دائما عن حقيقة المحتوى الذي يحمله الكتاب بين دفتيه، بعيد عن مختلف النقد أو التجريح الذي مس وسيمس الكتاب، إلا أنه سابق لأوانه، لأن خلال قرائتي السريعة والذي التهمته في دقائق معدودة، جعلتني أفهم ماذا أرادت أن تقول رفيقة علوش ابنة مدينة القليعة، في صفحات جمعت فيها نصوص قصيرة وخواطر مبعثرة وقصص قصيرة ذات عبرة واقتباسات لشخصيات مشهورة وعالمية، تمحورت كلها حول العلاقات الاجتماعية والعاطفية والعلاقات العامة وكيفية التعامل معها تناولت موضوعات قريبة منها حول الثقة الصداقة الذات الأن...
أحب القراءة للرواية منها شغف خاص، ولا أدري لما أحب أن أعلق كثير على ما أقرا وهذا ما رغبت نفسي في القيام به وأنا أكمل في يوم واحد الرواية القصيرة "سخرية" للكاتب الشاب عزيز بولطباق والصادرة عن دار النشر "الجزائر تقرأ"، ولا أدري لما لم أراها قصيرة وهي المخطوفة من نص أطول لم يرد "عزيز" أن يسرده كاملا علينا لشأن يخصه لا أريد البحث فيه، وربما "قادة" صاحب الدار يعلم السبب.. من العنوان لم أتوقع أن تكون السخرية من الحرب، لكنها كانت، غير أن الغريب في الأمر وأنا أقلب صفحات الرواية قراءة طبعا، دخلت مباشرة في عالم المكان دون سابق قراءة ولا إشارة ولا تدبير مسبق عن ماهية مكان وقوع الرواية، رغم أنه لم يصرح من البداية إلى النهاية صاحب السخرية بمكان الحدث اللهم إلا إشارات تفهم على أن المكان المقصود هو "العراق".. كنت في العراق من البداية، وأنا ابتسم لما دخلت العراق ولم يشر "عزيز" من البداية إلى أننا في العراق حيث الحرب كانت ولا تزال إلى اليوم.. بعيدا عن الشخوص لكن أهم فكرة ربما شدتني والتي تعبر على واحدة من الطباع المنتشرة...
العنوان : في النقد الأدبي الحديث المؤلف : محمد ساري الصنف : نقد المجال : أدب، جزائري الناشر : مقامات للنشر والتوزيع المكان : الجزائر/ التاريخ 2013 / 123ص في هذا الكتيب الصغير، حاول الدكتور والكاتب محمد ساري وضع دراسة متواضعة- كما وصفها بنفسه خلال لقائي به وتوقيعه للكتاب شخصيا العام 2014 في مكتبة آسيا جبار بمدينة تيبازة، وهي مقدمة بسيطة وصغير مكونة من جزئين أو فصلين كما أحبب أن يسميها تناول فيها تعريفا ومدخلا للنقد الأدبي عامة وعلى ثلاث مستويات الأول النقد الأدبي الحديث في العالم الاتجاهات الكبرى التي شكلت مدارسه خاصة في أوروبا والهدف منه والأسئلة التي كانت مطروحة، ثم انتقل إلى النقد الأدبي الحديث العربي راصدا فيه التجديد ومبينا فيه بقايا التقليد، رغم اعترافه من البداية أن النقد العربي يعيش أزمة، لا تزال إلى اليوم في تصوري الشخصي، لكنه يتخذ موقف معتدلا بين وجود جهود مهمة جدا ولو كانت محتشمة اعتبرها أساس للنقد العربي منهم العقاد والمازني و شكري ميخائيل نعيمة، ولكنها بطبيعة الحال لا ترتقي لتكون في مستوى مثيلتها في النقد الأدبي الغربي الذي قط...
تعليقات
إرسال تعليق